للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملك لابنها المذكور وتفرغت لأمور العبادة فاعتنقت المذهب المسيحي وعمدها في القسطنطينية في السنة المذكورة البطريرك بحضور الإمبراطور "قسطنطين بورفيرو جينيتوس" وحاولت إقناع ابنها بالاقتداء بها فلم يغن اجتهادها شيئا وماتت سنة ٩٦٨ م فأسف عليها الناس جدا واحترمها الروس احترام قديسة. وفي أيامها ذاع اسم روسيا في الأقطار الأوربية الشاسعة.

[أولمبياس ابنة نيو بتوليمس]

أولمبياس ابنة نيو ليمس ملك أبيروس وامرأة فيلبس المكدوني وأم إسكندر الكبير. اشتهرت بكثرة قبائحها وتسليمها نفسها إلى شهواتها, فهجرها "فيلبس" فمضت إلى "أبيروس" ودست إلى زوجها من قتله وهو في "بوسانياس", ثم رجعت إلى "مكدونيا" وأعلنت فرحها بقتل زوجها.

واحتفلت بجنازة "بوسانياس" قاتله بلا وجل ولا خجل, ولما ملك أبنها الإسكندر حاولت أن تشاركه في الملك غير أن حكمته حالت دون مطامعها. ولما مات إسكندر طمعت في الستيلاء على المملكة غير أن ثبات "أنتيباتر" وزيره اضطرها إلى الرجوع إلى "أبيروس" فدعا بها "بوليسيرخون" الذي خلف "إنتيباتر" ولقبها نائبة الملك فلم تلبث أن قتلت "أدخيدوس" -وهو ابن "فيلبس" من امرأة أخرى- وعددا كثيرا من أعوانه فكانت مثالا لسفك دم عائلة الإسكندر, وقتلت: نيكانور" -أخي "كاسندروس"- فأتى إليها "كاسندروس" وحاصرها في "بدنا" وحصرت معها حفيدها "إسكندر أيفوس" ابن الإسكندر الأكبر أملا في معاونة الأمة لها إذا رأوه معها فلم يلتفت إليها أحد فاستسلمت فلم يجسر "كاسندروس" أن يقتلها بنفسه وهي أم سيده, فوكل بقتلها جماعة من الضابطة المكدونيين غير أن هيبتها وتذكرهم مجد ابنها منعاهم عن إتمام العمل فدعا "كاسندروس" الذين قتلت "أولمبياس" أبناءهم وأقرباءهم, فذبحوها بدون تردد وذلك سنة ٣١٧ قبل المسيح.

[أوجين ملكة الفرنسيس]

هي حليلة "شارل لويس" بن "لويس نابليون" الذي تولى سدة الملك باسم "نابليون الثالث" كانت في صباها المشار إليها بالبنان. والمثنى عليها بكل شفة ولسان, ولما أودعها الله من الحسن واللطف وحسن التربية مع الكياسة والرقة والظرف رقت في عصر زوجها مقاما تحسدها عليه السبع الطباق, وبلغت شأوا أطار ذكرها في الآفاق, وناهيك أنها تصدرت في مائدة جمعت ملوك الأرض, وكلهم يحسب احترامها كالسنة, وتعظيمها كالفرض. وحسبك أنها لما أتت مصر عام الاحتفال بفتح خليج السويس كان عزيز مصر في خدمتها ولفيف من أمراء الشرق والغرب في عداد حاشيتها.

ولما قدمت القسطنطينية استقبلها ساكن الجنان السلطان عبد العزيز حتى المرفأ وأبدى لها في أمره, وتقضي في حالتي خله وخمره, وخرج قائدا للجيش يصدم به العدو ولسان حالهما يقول:

هي الدنيا تقول بملء فيها ... حذار حذار من بطشي وقتكي

فلا يغرركم مني ابتسام ... فقولي مضحك والفعل مبكي

فإن الدهر بعد أن سقاها سلسبيلا, ودار عليها من الصفو أكوابا كان مزاجها زنجبيلا في سدر مخضود, وطلح منضود, وظل ممدود عاضها بالزقوم والغسلين, وهبط بها من أعلى عليين, إلى أسفل السافلين, فغادرها سموم وحميم, وظل من يحموم لا بارد ولا كريم, وذلك أن زوجها بعد أن كان حالفه النصر في معركة "سادبروك" وأمل العالم لأمة الفرنسيس بالفتح المبين, والفوز المكين, خالفه التوفيق في سائر المعارك فقهره أعداؤه أي قهر وكسره مساجلوه أي كسر حتى إذا زاغت الأبصار, وبلغت القلوب الحناجر

<<  <   >  >>