امرأة من الموجودات على ضفة النهر: أي درع لقتال لو جمد. فتعجب ابن عباد من حسن ما أتت به مع عجز ابن عمار ونظر إليها فإذا هي غاية في الحسن والجمال فأعجبته فسألها: أذات بعل أنت؟ قالت: لا، فتزوجها وولدت له أولاده الملوك النجباء.
ولما قال الوزير ابن عمار قصيدته اللامية الشهيرة في المعتمد والرميكية أغرت المتعمد به حتى قتله والقصيدة أولها:
ألا حي بالغرب حيا حلالا ... أناخوا جمالا وحازوا جمالا
وعرس بيومين أم القرى ... ونم فعسى أن تراها خيالا
ويومين في قرية بأشبيلية كانت منها أولية بني عباد ومنها:
تخيرتها من نبات الهجان ... رميكية ما تسوى عقالا
فجاءت بكل قصير العذار ... لئيما يجارين عما وخالا
قصار القدود ولكنهم ... أقاموا عليها قرونا طوالا
أتذكر أيامنا بالصبا ... وأنت إذا لحت كنت الهلالا
أعانق منك القضيب الرطيب ... وأرشف من فيك ماء زلالا
وأقتع منك بدون الحرام ... فتقسم جهدك أن لا حلالا
سأهتك عرضك شيئا فشيئا ... وأكشف سترك حالا فحالا
فيا عامر الخيل يا زيدها ... منعت القرى وأبحت العيالا
ومنها: ولما خلع المعتمد وسجن بأغمات قالت له: فقال:
يا سيدي ... لقد هناهنا
قالت لقد هناهنا ... مولاي أين جاهنا
قلت لها إلا هنا ... صيرنا إلى هنا
[أغسطينا عذراء سرقسطة]
عذراء توفيت في كوتا من إسبانيا في شهر حزيران سنة ١٨٥٧ م بعد أن طعنت في السن كانت في صباها تبيع مشروبات في سرقسطة، فلما حاصر الفرنسيون المدينة المذكورة سنة ١٨٠٨ م وسنة ١٨٠٩ م اشتركت فيا لمدافعة واشتهرت بما بدا منها من الشجاعة ولقبت بلرتيبارا ومعناه طوبجيه لأنها نزعت فتيلة من لبرطوبجي كان في حالة النزع وأطلقت المدفع على المحاصرين، ومكافأة لها على خدمتها في وقت الحصار وجهت إليها قيادة فرقة من العساكر الإسباتيولية مع عدة نياشين، واستمرت فيا لقتال حتى حازت النصر مرارا بفرقتها على الفرنساويين.
[أفروسيني القديسة]
ولدت بالإسكندرية لنحو سنة ٤١٣ للميلاد وكان أبوها من الأغنياء وتربت هي على العبادة والتقوى ونذرت نفسها للبتولية وأنها لا تقبل زوجا لها أيا كان، فلما بلغت مبلغ النساء أراد أبوها أن يزوجها بأحد أقربائها، فلما أيقنت ذلك لبست ثوب رجل وفرت من بيت أبيها ولجأت إلى أحد النساك، ثم مضت إلى أحد الأديرة وسمت نفسها زمرد فقبلها الرهبان ولم يعرفوا أمرها، فأخذ أبوها يبحث عنها حتى جاء الدير وأخبر الرئيس بالخبر وهي حاضرة تسمع بدون أن يعرفها أبوها ولا الرئيس، فكانت تخاف أن تعرف، وعلى