ما اسمك؟ "· فقالت: برة، فسماها زينب ولما تزوجها تكلم في ذلك المنافقون وقالوا: حرم محمد نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه لأن زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعى بابن محمد على سبيل التبني فأنزلت الآية وهي: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم)(الأحزاب: ٠٤) والآية الأخرى (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله)(الأحزاب: ٥) · فدعي زيد من ثم بابن حارثة، وكانت زينب قصيرة جميلة، صناع اليدين، صوامة، قوامة، تشتغل وتتصدق من شغل يدها· وقالت عائشة: يرحم الله زينب بنت حجش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، إن الله عز وجل زوجها بنيه ونطق القرآن وإن الرسول قال لنا ونحن حوله: "أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً" فبشرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة وذلك لأنها أول من توفيت من نسائه بعده، وكان يريد بطول اليد كثرة الصدقة· وقال لعمر بن الخطاب: "إن زينب أواهة" أي خاشعة متصدعة· وتوفيت سنة ٠٢ · وقيل: ١٢ للهجرة وكان عمرها حين تزوجها ٥٣ سنة·
[زينب ابنة الحارث]
امرأة يهودية من خيبر كانت زوجة سلام بن مشكم، فلما استقر النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر أهدت له شاة مصلية مسمومة فوضعتها بين يديه، فأخذ مضغة فلم يسغها ومعه بشير بن البراء بن معرور فأكل بشير منها وقال النبي: "إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة" ثم دعا المرأة، فاعترفت· فقال: "ما حملك على ذلك؟ "· قالت: بلغت من قومي ما لم يخف عليك فقلت: إن كان نبياً فسيخبر، وإن كان ملكاً استرحنا منه· فتجاوز عنها ومات بشير في تلك الأكلة أما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤثر فيه السم إلا تأثيراً خفيفاً، فحجم بين كتفيه وقال في مرضه الذي مات فيه: "هذا وإني وجدت انقطاع أبهري من أكلة خيبر"· فكان المسلمون يرون أنه مات شهيداً مع كرامة النبوة وادعى ورثة بشير على زينب فقتلت·
[زينب ابنة الإمام أحمد الرفاعي]
لبست الخشن من الثياب، وتركت الطيب من الطعام والشراب، وكانت قد أرخت الحجاب وتملت بعبادة الملك الوهاب، وقنعت بدون اليسير مع القدرة ولزمت حنين أبيها وتبعت أثر طريقته بالذل والانكسار والسكينة والافتقار· كان السيد أحمد - رضي الله عنه - يقول: كأنها خلقت رجلاً والناس يظنون أنها خلقت امرأة، وقال السيد عمر الفاروثي: كنت ذات يوم عند السيد أحمد فأظهرني على كثير من أسراره، ثم أخذني بيده ودخل بيته على رابعة، فقال له: سلم عليها واخدمها واسألها أن تدعو لك· فجاءت زينب فقبل رأسها ثم قال لي: أي عمر سلم عليها واخدمها واسألها أن تدعو لك ولذريتك ففعلت ذلك ثم قلت في نفسي: الأولى إنه كان يأمرني بالخدمة والتعظيم لرابعة فإنها أكبر سناً، فالتفت إلى السيد أحمد - قدس الله سره العزيز - وقال لي: أي عمر، إن الله وعدني أن يحيي بها الآثار ويعمر بها الديار· فقالت زينب: أي سيدي تعيش أنت ويعيش السيد صالح ويجعلني الله فداءك ويحيي الله بك الآثار· فقال: بل فيك· فقالت: يا سيدي أأنا أقعد وأحدث الناس وأجلس معهم في المجالس؟ فقال لها: يا زينب، لا ولكن ذريتك يبقون إلى يوم القيامة· إلا أن صاحب الشفاء أورد هذه الحكاية في كتابه بغير هذا النسق· قالت مريم بنت الشيخ يعقوب: قد قالت لي زينب: نتعب قليلاً ونستريح طويلاً، السفر بعيد، والطريق طويل، والجسد ضعيف، والزاد قليل، وليس لنا بد من