وقالت عمرة أيضا ترثي أباها مرداسا وكان يقال له: الفيض من سخائه كأنه فيض البحر:
لقد أرانا وفينا سامر لجب ... مصارخ فيهم عز ومرتغب
لا يرقع الناس فتقاظل يفتقه ... ويرقع الخرق قد أعيا فيرتئب
والفيض فينا شهاب يستضاء به ... إنا كذلك فينا توجد الشهب
إذ نحن بالإثم نرعاه ونسكنه ... جول فوارسها كالبحر تضطرب
كأن الذلول وفيها كل معترض ... يفنى ضغينته التعداء والخبب
وقالت عمرة ترثي أخاها يزيد - وهذا الشعر فيا لحماس -:
أعيني لم أختلكما بخيانة ... أبي الدهر والأيام أن أتصبرا
وما كنت أخشى أن أكون كأنني ... بعير إذا ينعى أخي تحسرا
ترى الخصم زورا عن أخي مهابة ... وليس جليس عن أخي بأزورا
وقالت في أخيها عباس - وقد مات في الشام سنة ١٦ للهجرة و٦٣٨ للميلاد:
لتبك ابن مرداس على ما عراهم ... عشيرته إذ حم أمس زوالها
لدى الخصم إذ عند الأمير كفاهم ... فكان إليها فضلها وحلالها
ومعضلة للحاملين كفيتها ... إذا أنهكت هوج الرياح طلالها
وقالت من جملة قصيد في يزيد:
تحمى لها ذات أجياد غضنفرة ... فمجلس الإثم فالصرداء أحياء
فيهن قب كحبات الأباء به ... يحذين تبنا ولا يحذين قردانا
وتوفيت عمرة بنت الخنساء نحو سنة ٤٨ هجرية.
[عمرة الخثعمية]
هي من نساء بني خثعم الشاعرات الأديبات المتحمسات وشعرها مقبول ولها رثاء في أخوين لها قتلا فيبعض الغزوات:
لقد زعموا أني جزعت عليهما ... وهل جزع أن قلت وا باباهما
هما أخوا في الحرب من لا أخا له ... إذا خاف يوما نبوة فدعاهما
هما يلبسان المجد أحسن لبسة ... شحيحان ما استطاعا عليه كلاهما
[عمرة ابنة النعمان بن بشير]
كانت حسنة الإشارة جميلة المنظر لطيفة المخبر عفيفة دينة متمسكة بالصدق والصداقة عرفت بين أخواتها بالأمانة وحفظ العهد وعندما شبت تزوجت بالمختار بن أبي عبيد الثقفي ومكثت معه لحين قتله فقتلت معه وكان لها علم بمعاني الشعر والأدب ولها فيه بعض مقاطيع ومن ذلك ما قالته تخاطب به أخاها أبان بن النعمان وتلومه فيها على زواج أختها حميدة بروح بن زنباع وكان من بني جذام:
أطال الله شأنك من غلام ... متى كانت مناكحنا جذام