أعاتك لا أنساك ما ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق
لها منطق جزل ورأى ومنصب ... وخلق سوي في حياء ومصدق
فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها ... ولا مثلها في غير شيء يطلق
وكان أبو بكر على سطح يصلي فسمعه فرق له فقال له: راجعها، ثم ضمها إليه وأعطاها حديقة على أن لا تتزوج بعده وأنشد:
أعاتك قد طلقت من غير ريبة ... وروجعت للأمر الذي هو كائن
كذلك أمر الله غاد ورائح ... على الناس فيه ألفة وتباين
ومازال قلبي للتفرق طائرا ... وقلبي لما قد قدر الله ساكن
ليهنك أني لا أرى فيك سخطة ... وأنك قد تمت عليك المحاسن
فإنك ممن زين الله وجهه ... وليس لوجه زائنه الله شائن
فلما قتل بالطائف رثته فقالت:
رزئت بخير الناس بعد نبيهم ... وبعد أبي بكر وما كان قصرا
ف لله عينا من رأى مثله فتى ... أكر وأحمى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه أوسنة خاضها ... إلى الموت حتى يترك الموت أحمرا
فآليت لا تنفك عيني سخينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
مدى الدهر ما غنت حمامة أيكة ... وما طرد الليل الصباح المنورا
وتزوجها عمر بعد أن استفتى عليا في ذلك فأفتى بنها ترد الحديقة إلى أهله وتتزوج ففعلت فذكرها علي بقولها: فآليت لا تنك البيت، ثم قال: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (الصف: ٣) ثم تزوجها بعده الزبير وبعده الحسين بن علي - عليه السلام - حتى قال عمر: من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة، وخطبها علي فقالت: إن لأضن بك عن القتل، وخطبها مروان بعد الحسين فقالت: ما كنت متخذة حما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت عاتكة ترثي عمر بن الخطاب:
عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي على الإمام النحيب
فجعتني المنون بالفارس المع ... لم يوم الهياج والتلبيب
عصمة الناس والمعني على الده ... ر غياث المنتاب والحروب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ... قد سقته المنون كأس شعوب
ولها فيه أيضا:
وفجعتني فيروز لا در دره ... بأبيض تال للكتاب نجيب
رؤئف على الداني غليظ على العدا ... أخي ثقة في النائبات منيب
متى ما يقل لا يكذب القول فعله ... يريع إلى الخيرات غير قطوب
وقالت ترثيه أيضا:
من لنفس عادها أحزانها ... ولعين شفها طول السهد
جسد لفف في أكفانه ... رحمة الله على ذاك الجسد