للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جهلت علي ابن الحيا وظلمتني ... وجمعت قولاً جاء بيتاً مضللا

وقال أيضاً في هذه القصة التي أولها:

أما ترى ظلل الأيام قد حسرت ... عني وشمرت ذيلاً كان ذيالا

وهي طويلة يقول فيها:

ويوم مكة إذا ما جدتم نفرا ... جاموا على عقد الأحساب أزوالا

عند النجاشي إذ تعطون أيديكم ... مقرنين ولا ترجون إرسالا

إذ تستحقون عند الخذل أن لكم ... من آل جعدة أعماماً وأخوالا

لو تستطيعون أن تلقوا جلودكم ... وتجعلوا جلد عبد الله سربالا

يعني عبد الله بن جعدة بن كعب:

إذا تسربلتم فيه لينجيكم ... مما تقول ابن ذي الجدين إن قالا

حتى وهبتم لعبد الله صاحبه ... والقول فيكم بإذن الله ما قالا

تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيباً بماء فعادا بعد أبوالا

يعني بهذا البيت أن ابن الحيا فخر عليه بأنهم سقوا رجلاً من جعدة أدركوه في سفر وقد جهد عطشاً لبناً وماء فعاش فلما ذكر النابغة ذلك وفخر بما له وغض مما لهم دخلت ليلى الأخيلية بينهما فقالت:

وما كنت لو فارقت جل عشيرة ... لأذكر قعبي خازر قد تثملا

فلما بلغ النابغة قولها قال:

ألا حييا ليلى وقولا لها هلا ... فقد ركبت أمراً أغر محجلا

وقد أكلت بقلاً وخيماً نباته ... وقد شربت من آخر الصيف إبلا

دعي عنك تهجاء الرجال وأقبلي ... على أدلعي يملأ إستك فيشلا

وكيف أهاجي شاعرً رمحه إسته ... خضيب البنان لا يزال مكحلا

فردت عليه ليلى فقالت:

أنابغ لم تنبغ ولم تك أولاً ... وكنت صنياً بين صدين مجهلا

أنابغ إن تنبغ بلؤمك لا تجد ... للؤمك إلا وسط جعدة مجعلا

تعيرني داء بأمك مثله ... وأي نجيب لا يقال له هلا

فغلبته فلما أتى بني جعدة قولها هذا اجتمع ناس منهم فقالوا: والله لنأتين صاحب المدينة وأمير المؤمنين فليأخذن لنا بحقنا من هذه الخبيثة فإنها قد شتمت أعراضنا وافترت علينا فتهيؤا لذلك وبلغها أنهم يريدون أن يتسعدوا عليها فقالت:

أتاني من الأنباء أن عشيرة ... بشوران يزجون المطي المذللا

يروح ويغدو وفدهم بصحيفة ... ليستجلدوا لي ساء ذلك معملا

وأخبر بعض الرواة قال: بينما معاوية يسير يوماً إذ رأى راكباً فقال لبعض شرطه: ائتني به وإياك أن تروعه. فأتاه, فقال: أجب أمير المؤمنين. فقال: إياه أردت. فلما دنا الراكب حدر لثامه فإذا هي ليلى الأخيلية, ثم أنشأت تقول:

<<  <   >  >>