للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانت بينه وبين أبى محمد الجوينىّ (١) إمام الشّافعيّة وابنه أبى المعالى (٢) بعده مخالفة فى الأصول والفروع، ولكلّ واحد منهما طائفة، وكانوا إذا اجتمعوا يبادر بعضهم على بعض، وكان إلكيا أبو الحسن المعروف بالهرّاسىّ (٣) يحكى أشياء جرت بينهم، ويحكى عن الصّندلىّ حدّة الخاطر، مع التّهاتر.

فتناظر فيما إذا قال رجل (٤) لعبده وهو أكبر سنّا منه: أنت ابنى.

فاستدلّ أبو محمد الجوينىّ، وقال: لا يثبت النّسب، فلا يثبت العتق.

فاعترض عليه الصّندلىّ، وقال: يبطل (٥) هذا الكلام بمشهور النّسب؛ فإنه يعتق عليه، ولا يلحقه نسبه.

فقال الجوينىّ: لا أسلّم، فإنه يلحق (٦) النّسب أيضا.

فقال الصّندلىّ: فأبو المعالى- وأشار إلى ابنه- ابنى. فضحك من حضر وتولّد من قوله (٧) جفاء وسبّة (٧).


(١) انظر ترجمة أبى محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله الجوينى، المتوفى سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، فى طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٧٣ - ٩٤.
(٢) انظر ترجمة أبى المعالى عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجوينى، المتوفى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، فى طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ١٦٥ - ٢٢٢.
(٣) على بن محمد بن على الشافعى المتوفى سنة أربع وخمسمائة. طبقات الشافعية الكبرى ٧/ ٢٣١ - ٢٣٤.
(٤) زيادة من: م.
(٥) فى الأصل: «لا يبطل».
(٦) فى م: «يلحقه».
(٧ - ٧) بياض فى: م.
و «سبة» كذا فى الأصل، ا، وهو يعنى السباب، وليس به؛ إذ السبة، بالضم:
العار، ومن يكثر سبه.