كتاب الجواهر المضية فى طبقات الحنفية - ت الحلو

باب الظاء المعجمة - ابن الظهير - ج: 4 - ص: 494

حيث المنازل روضات مدبّجة … وحيث جيرانها غيد وقينات (١)

وحيث أسعى لأوطار الصّبا مرحا … ولى على حكم أيّامى ولايات (٢)

وربّ حانة خمّار طرقت ولا … حانت ولا طرقت للقصف حانات

وسئل شهاب الدين محمود (٣) عن هاتين القصيدتين، أيّهما أجود؟.

فأجاب: هاتان قصيدتان بديعتان فى بابهما، فريدتان فى اقتضائهما المعانى الجليلة، واقتضائهما (٤)، الثانية (٥) أرجحهما عندى وأفضلهما فى اعتبارى ونقدى، لتمكّن ألفاظها، ومعانيها رجيحة (٦)، وقواعد أبياتها، وقوّة مائها (٧)، ما تركت لقافية ابن اللّبّانة (٨) زبدة تذاق.

قلت: يشير إلى مرثيّة ابن اللّبّانة (٩)، التى رثى بها المعتمد بن عبّاد، حين مات بأغمات (١٠)، التى يقول فيها (١١):

---

(١) فى م: «حيث المبارك … مذبحة» تحريف تصحيف. وفى الديوان: «وحيث جيرانها غيث سحابات» خطأ.
(٢) فى الديوان: «لأوطان الصبا» تحريف.
(٣) هو محمود بن سلمان بن فهد الحلبى، أبو الثناء، الكاتب الشاعر، ولى الإنشاء بدمشق ومصر، وتوفى سنة خمس وعشرين وسبعمائة. الدرر الكامنة ٥/ ٩٢ - ٩٤، فوات الوفيات ٤/ ٨٢ - ٩٦.
(٤) كذا ورد فى: ا. وفى الأصل: «واقتضائها»، وفى م: «وانتصابهما».
(٥) فى م: «والثانية».
(٦) فى م: «الرزينة».
(٧) فى م: «ماتها».
(٨) فى النسخ: «اللبان». وهو أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمى الأديب الشاعر الأندلسى، المتوفى سنة سبع وخمسمائة. انظر: فوات الوفيات ٤/ ٢٧ - ٣١.
(٩) فى م: «ابن المبارك» خطأ.
(١٠) قال ياقوت: أغمات ناحية فى بلاد البرير من أرض المغرب قرب مراكش.
معجم البلدان ١/ ٣٢٠.
(١١) الأبيات عدا الثانى، ضمن القصيدة فى نفح الطيب ٤/ ٢٢٢، ٢٢٣.