للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما سأله. والحديث (١) معروف مشهور.

وفى هذا من الوهم ما لا يخفى. فأمّ حبيبة تزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهى بالحبشة، وأصدقها النّجاشىّ عن النّبىّ صلّى الله عليه وسلم أربعمائة دينار، وحضر وخطب (٢) وأطعم (٣)، والقصّة مشهورة، وأبو سفيان إنّما أسلم عام الفتح، وبين هجرة الحبشة والفتح عدّة سنين، ومعاوية كان كاتبا للنّبىّ صلّى الله عليه وسلم من قبل، وأمّا إمارة أبى سفيان، فقد قال الحفّاظ: إنّهم لا يعرفونها.

فيجيبون على سبيل التّجوّه بأجوبة غير طائلة، فيقولون فى إنكاح ابنته اعتقد أنّ نكاحها بغير إذنه لا يجوز، وهو حديث عهد بكفر، فأراد من النّبىّ صلّى الله عليه وسلم تجديد النّكاح. ويذكرون عن الزّبير بن بكّار، بأسانيد ضعيفة، أن النّبىّ صلّى الله عليه وسلم أمّره فى بعض الغزوات. وهذا لا يعرف، وما حملهم على هذا كلّه إلّا بعض التّعصّب.

وقد قال الحفّاظ: إنّ مسلما لمّا وضع كتابه «الصحيح»، عرضه على أبى زرعة الرّازىّ، فأنكر عليه، وتغيّظ، وقال سمّيته الصّحيح، فجعلت سلّما لأهل البدع وغيرهم. فإذا روى لهم المخالف حديثا يقولون: هذا ليس فى «صحيح مسلم». فرحم الله أبا زرعة فقد نطق بالصّواب. فقد وقع هذا.

وما ذكرت ذلك كلّه إلّا أنّه وقع بينى وبين بعض المخالفين بحث فى مسألة التّورّك، فذكر لى حديث أبى حميد المذكور أوّلا، فأجبته بتضعيف (٤) الطّحاوىّ له. (٥) فياما تلفّظ (٥) وقال ويصيح (٦) ويقول:


(١) سقطت واو العطف من: م.
(٢) سقط من: م.
(٣) فى م: «وأطعمهم».
(٤) فى م: «بتضعيفه».
(٥ - ٥) سقط من: م، ومكانه فيها بياض.
(٦) فى م: «ويصح».