الحياة الاقتصادية، مما تجده مفصلا فى الموسوعات التاريخية التى سجلت هذه الحقبة السياسية، ودونت الحوادث تدوينا دقيقا، يشبه ما نسميه الآن باليوميات.
وقد أرقت هذه المظالم نفوس المصلحين، وأقضّت مضاجع العلماء، وهم لا يستطيعون للغشوم دفعا، ولا يملكون حولا ولا طولا، فانتهجوا سبيل النصح الذى يحمل فى طياته نقدا لا سبيل إلى إنكاره، ويمثل هذا أصدق تمثيل كتاب «معيد النعم ومبيد النقم» لتاج الدين عبد الوهاب بن على بن عبد الكافى السبكى، المتوفى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
وكأنما يئس الناس من صلاح السلاطين والأمراء، فاتجهوا إلى العلم والمعرفة، ينهلون من الموارد العذبة ما يشفى الغلّة ويبلّ الصّدى، وزخر القرن الثامن بأعلام شوامخ، أثروا المكتبة الإسلامية بموسوعات متنوعة فى كل فن، ويكفى إلى جانب محيى الدين القرشىّ صاحب هذا الكتاب أن نذكر:
أثير الدين أبا حيّان، وشهاب الدين النّوبرىّ، وشرف الدين الدّمياطىّ، وقطب الدين عبد الكريم الحلبىّ المصرىّ، وتقى الدين السّبكىّ، وتاج الدين السّبكىّ، وشمس الدين الذّهبى، وصلاح الدين الصّفدىّ، وتقى الدين ابن تيميّة، وجمال الدين المزّى، وعلم الدين البرزاليّ، وابن كثير القرشىّ، وفتح ابن سيّد الناس اليعمرىّ.