والعدّة، جزاهم الله عنا خير الجزاء، ووفق القادرين فى العالم الإسلامى لمدّ يد العون لهم، والنهوض بما أوجبه الله عليهم حين أغدق عليهم النعمة، شكرا له، واستدامة لها، واستزادة من فيضه وفضله تعالى.
ورغم ما بذل فى إخراج هذا الكتاب، فقد جاء غاية فى التصحيف والتحريف والاضطراب، ويبدو أن النسخة التى طبعت عنها الدائرة، شأنها شأن معظم نسخ الكتاب، تحمل هذه السّمة، بالإضافة إلى ما سبق بيانه؛ من قول حاجى خليفة، ومما بينت بعضه سابقا، ولقد حاول مصححا الكتاب، أن يستدركا الأخطاء التى وقعت فى التراجم، وقت طباعة أبواب الكنى والأنساب والألقاب والأبناء، فكثرت إلى حد يشعرك بأنه يجب استئناف طبع الكتاب، وأدى هذا إلى أخطاء جديدة، واضطراب واضح.
والحق أنه ينبغى لمن يتصدى لتحقيق هذا الكتاب أن يقرأه مرات، وأن يرد الصدر منه على العجز، والعجز على الصدر، وأن يفهرسه قبل العمل فيه، وأن يربط تراجمه بعضها ببعض، حتى يتكشف له ما فيه، فيحاول إصلاح الخلل، ورأب الصدع، وأحمد الله عزّ وجل أن وفقنى لهذا، وأسأله سبحانه أن يربط على قلبى حتى يتم طبعه وخروجه إلى الناس.
وقد كان بيان التصحيف والتحريف فى هذه الطبعة عبئا ثقيلا، لم أجد مناصا من بيانه فى حواشى الكتاب، اللهم إلا ما لا يلتفت إليه، ولا يؤبه له، وقد آثرت هذا؛ لأن الباحثين تداولوا الكتاب منذ ستة وستين عاما، ونقلوا عنه، ويكفى أن أقدم مثالا واحدا للتصحيف والتحريف، وأن أدلّ على الاضطراب، الذى أدى إلى ضياع تراجم، بتداخلها مع تراجم أخرى، ببعض الأمثلة.