نزلنا فِي النخيل بأرض بدر ... وَكَانَ بنا أبر من الخيام
علا فظلاله تحكي نسيما ... يريح الركب من كرب المقام
تعود خوصه (ذ) روحا فأمسى ... مريحًا للكئيب المستهام
كأن الشمس مِنْهُ لنا رقيب ... يطالعنا ويحجب بالغمام
وَجَاوَرَنَا (ر) من الولدان سِرْبٌ ... لَهُم سحر اللواحظ والكلام
سقونا من مناهلهم زلالا ... فأسكرنا بِهِم قبل المدام
فلم يشف الورود لنا أواما (ز) ... بمقدار المثار من الغرام
ولو أوفوا بنسبتهم طلبنا ... أمانا من هواهم بالذمام
وَأَنْشَدَنَا، قَالَ: أنشدنا والدي لنفسه: (الكامل)
أمر الفراق مدامعي أن تذرفا ... والدّمع أخوان مَا يكون إذا وفى
قَد كُنْتُ أخفي حبكم فِي قربكم ... زمنا وحين نأيتم برح الخفا
هل من شفاء بالأياب لمدنف ... ما زال مذ شط المزار عَلَى شفا؟
آها لعيش قَد تقضى لَم يدع ... لِي مِنْهُ إِلَّا حسرة وتأسفا
أنفقت فِيهِ من الشباب بقيّة ... كانت من الأيّام آخر ما (س) صفا
ذكر لِي أنّ مَوْلد والده سَنَة خَمْس عَشْرَة وَخَمْسِمِائَةٍ.
وأنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الله بن الحسين (ش) لِنَفْسِهِ فِي ذي الحجة من سَنَة خَمْس وعشرين وستمائة (ص) : (الكامل)
صبرا لعلك فِي الهوى أَن تنصفا ... أو أَن ترق لمدنف أو تعطفا
مَا كُلّ من أضحى الجمال بأسره ... ولغيره (ض) منح القطيعة والجفا
/ كلا وَلَا من حاز أفئدة الورى ... بجماله أبدى (ط) المسير تعسفا
يَا مانعا جفني الكرى بصدوده ... قسما بعهدك بعد بعدك مَا غفا
إِن كَانَ قصدك أَن تريق دمي فَلَا ... تتقلدن سيفا فطرفك قَد كفى