للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُسرتُ لدى الإفرنج بالرُّوم مدةً ... فأنقذني لُطف الإله من (أت) الأسْرِ

نصارى ولكنْ فيهمُ فرْط رِقةٍ ... وطولُ بكاءِ اللَّيْل بالأدمُعِ الغُزْرِ

إِذَا سمعوا الْقُرْآن صاحوا وأنصتوا ... وحنّوا حنينًا هاجه شدّةُ الذُعر

فخلَّوا سبيلي والعجائبُ جمةٌ ... وألطافُ ربي لَا يَقُوم بِهَا شُكْري

أعود إِلَى أرضي وماليَ عُدَّةٌ ... سوى فضلك الفيّاض والكرمِ الوَفْرِ

إِذَا مَا اشترى الحرُّ العبيدَ بماله ... فأنت الذي تستعبدُ الحرَّ بالبِشْر

أيا ناشرَ النَعْمى ويا طاويَ الأذى ... نشرتَ بلا طيٍّ، طويتَ بلا نَشْر

وقفتُ بناديك الرَّفيع فأشرقتْ ... وجوهُ رجائي من مكارمك الزُّهر

إِذَا كنتَ مأمولي فخيرٌ مُؤملًا ... وإنْ كُنْتُ ممدوحي كفانيَ من فَخْر (هـ)

/ فضلتَ عَلَى أَهْل الفضائل والعُلا ... بهمَّتك العلياءِ ونائِلك الغَمْرِ

كَمَا فضل البدرُ المنير عَلَى السُّهى ... وطمَّ الخضمُّ المستطيلُ عَلَى النَّهر

فخذْ يا ابن موهوب (ف) ثنائي ومِدْحتي ... فما فِي بني الْأَيَّام مِثلُك من حُرِّ

وإني فِي نظمي إليك كمُتحفٍ ... إلى البصرة النّوع الرديء من التّمر

على أنّني حاشاي (أث) لستُ بشاعرٍ ... وإنْ كَانَ شِعري بالمناقب لَا يُزري

فعندي فنونُ الْفَضْل إِن شئتَ فامتحنْ ... فبعضُ خفايا الشَيْء يظهر بالسَّبر

بقيتَ- وَهَذَا للورى غاية الدُّعا- ... ودُمتَ دوامَ الفَرقَدين مَعَ النِّسر

إِلَى أنْ ينال العينُ مثلكَ فِي الدُّنا ... وذلك شَيْء لَا يكون إِلَى الحَشْر

ووقفني أبو الفتح مُحَمَّد بْن بدل بْن أَبِي المُعَمَّر عَلَى مجلدة صغيرة فيها شعر الحسن ابن عَلِيّ بْن أَحْمَد المَاهَاباذي (٩) ، قرأه عَلَيْهِ أَبُو الحسن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ النيسابوري (١٠) ، وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ خَطِّهِ فِي رَبِيع الآخر من سَنَة سبع وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، وأَجَازَ لَهُ إِجَازَة مطلقة. وَقَد انتحل أَبُو الرشيد عَبْد الرشيد بْن أَبِي طَاهِر الْأَصْبَهَانِيّ مِنْهَا أَبْيَاتا (أج) ، منها قوله: (الطويل)

لَقَد كنتُ أبكي والَّلآلئ حَلْيتي ... فها أَنَا أبكي والعقيق على نحري (أح)

<<  <  ج: ص:  >  >>