فحين علمت أَنَّهَا امْرَأَة؛ اغتممت، وتأملت الْكَفّ، فَإِذا هِيَ أحسن كف فِي الدُّنْيَا؛ نعومة، ورطوبة، وَسمنًا، وملاحة.
فمسحت الدَّم عَنْهَا، ونمت فِي الْقبَّة الَّتِي كنت فِيهَا، وَدخلت الْبَلَد من الْغَد، أطلب العلامات الَّتِي علمتها، حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى الْبَاب.
فَسَأَلت: لمن الدَّار؟ فَقَالُوا: لقَاضِي الْبَلَد.
وَاجْتمعَ عَلَيْهَا خلق كثير، وَخرج مِنْهَا شيخ بهي، فصلى الْغَدَاة بِالنَّاسِ، وَجلسَ فِي الْمِحْرَاب، فازداد عجبي من الْأَمر.
فَقلت لبَعض الْحَاضِرين: بِمن يعرف هَذَا القَاضِي؟ فَقَالَ: بفلان.
وأطلت الْجُلُوس والْحَدِيث فِي مَعْنَاهُ، حَتَّى عرفت أَن لَهُ ابْنة عاتقا، وَزَوْجَة، فَلم أَشك فِي أَن النباشة ابْنَته.
فتقدمت إِلَيْهِ، وَقلت: بيني وَبَين القَاضِي، أعزه الله، حَدِيث لَا يصلح إِلَّا على خلْوَة.
فَقَامَ إِلَى دَاخل الْمَسْجِد، وخلا بِي، وَقَالَ: قل.
فأخرجت الْكَفّ، وَقلت: أتعرف هَذِه؟ فتأملها طَويلا، وَقَالَ: أما الْكَفّ فَلَا، وَأما الخاتمان، فَمن خَوَاتِيم ابْنة لي عاتق، فَمَا الْخَبَر؟ فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة بأسرها، فَقَالَ: قُم معي.
فَأَدْخلنِي إِلَى دَاره، وأغلق الْبَاب، واستدعى طبقًا وَطَعَامًا، فأحضر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute