ثمَّ بعد انْقِضَاء سنة، أَو قريب مِنْهَا، كنت يَوْمًا عِنْد صَاحب الشرطة بنصيبين؛ لصداقة كَانَت بَينه وَبَين أبي، فَمَا لبث أَن حضر من عرفه عثور الطوف على جمَاعَة من اللُّصُوص، بقرية سَمَّاهَا، من قرى نَصِيبين، وَقَبضه على سَبْعَة نفر مِنْهُم، وفوت البَاقِينَ، فَأمر بإحضارهم.
فَوَقع بَصرِي مِنْهُم على ذَلِك الْغُلَام الَّذِي أجارني ذَلِك الْيَوْم، وعَلى أستاذه، ثمَّ على مقبل.
فحين رَأَيْتهمْ أخذتني رعدة تبينت فِي، وَأخذ مقبل، من بَينهم، مثل مَا أَخَذَنِي.