فَقَرَأت جَمِيعهَا، فَإِذا رقاع أَصْحَاب الشَّرْط فِي الأرباع، يُخبرهُ كل وَاحِد مِنْهُم بِخَبَر يَوْمه، وَمَا جرى فِي عمله، وَفِي جَمِيعهَا ذكر كبسات وَقعت على نسَاء وجدن على فَسَاد، من بَنَات الوزراء، والأمراء، والأجلاء، الَّذين بادوا، أَو ذهبت مَرَاتِبهمْ، ويستأذنون فِي أمرهن.
فَقلت: قد وقفت على هَذِه الرّقاع، فَمَا يَأْمُرنِي بِهِ الْأَمِير أعزه الله؟ فَقَالَ: وَيحك يَا أَبَا عُبَيْدَة، هَؤُلَاءِ النَّاس الَّذين ورد ذكر حَال بناتهم، كلهم كَانُوا أجل مني، أَو مثلي، وَقد أفْضى بهم الدَّهْر فِي حرمهم إِلَى مَا قد سَمِعت، وَقد وَقع لي أَن بَنَاتِي بعدِي، سيبلغن هَذَا الْمبلغ، وَقد جمعتهن، وَهن خمس، فِي هَذِه الْحُجْرَة، لأقتلهن السَّاعَة، وأستريح، ثمَّ أدركتني رقة البشرية، وَالْخَوْف من الله تَعَالَى، فَأَرَدْت أَن أشاورك فِي إِمْضَاء الرَّأْي، أَو شَيْء تُشِير بِهِ عَليّ فِيهِنَّ.
فَقلت: أصلح الله الْأَمِير، إِن آبَاء هَؤُلَاءِ النِّسَاء اللواتي قَرَأت رقاع أَصْحَاب الْأَخْبَار بِمَا جرى عَلَيْهِنَّ، أخطأوا فِي تدبيرهن، لأَنهم خلفوا عَلَيْهِنَّ النعم، وَلم يحفظوهن بالأزواج، فخلون بِأَنْفُسِهِنَّ، ونعمهن، ففسدن، وَلَو كَانُوا جعلوهن فِي أَعْنَاق الْأَكفاء، مَا جرى مِنْهُنَّ هَذَا.
وَالَّذِي أرى أَن تستدعي فلَانا الْقَائِد، فَلهُ خَمْسَة بَنِينَ، كلهم جميل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute