على يَدي، وَلَا فِي أيامي، فيلزمني عاره إِلَى الْأَبَد، وأجسره على قتل كِتَابه، فدبر خلاصك.
فتحيرت، ثمَّ سكنت، وَقلت لَهُ: تُعْطِينِي مِيثَاقك، وتحلف لي أَن سرك فِي محبَّة خلاصي كعلانيتك، حَتَّى أَقُول لَك مَا عِنْدِي؟ فَفعل.
فَحَلَفت لَهُ أَنِّي قد صدقته، وأنني لَا أمتنع مِمَّا يجريه عَليّ من بعد هَذَا الْيَمين، وَلَو شَاءَ مني أَن أفتح دواتي، وأكتب بَين يَدَيْهِ.
وَقلت لَهُ: أَنْت وقتك مقبل، ووقتي مُدبر، وَأَنت فارغ الْقلب، وَأَنا ذاهل بالمحنة، فدبر أَمْرِي الْآن كَيفَ شِئْت، فَإِنَّهُ ينفتح لَك بِهَاتَيْنِ الخلتين، مَا قد استبهم عَليّ.
قَالَ: ففكر، ثمَّ قَالَ: أَنا إِن آيست هَذَا الرجل من مَالك، لم آمنهُ على دمك، وَإِن أطمعته فِي مَالك، وَلَيْسَ لَك مَا تعلله بِهِ، أدَّت بك الْمُطَالبَة إِلَى التّلف، وَلَكِن الصَّوَاب عِنْدِي أَن أطمعه فِي ضيعتك، وأصف لَهُ جلالتها فأشتريها لَهُ مِنْك، وَأَقُول لَهُ: إِن ضيَاع السوَاد الخراجية، قد أجمع شُيُوخ الْكتاب بالحضرة، قَدِيما وحديثًا، على أَن كل مَا كَانَ مِنْهُ غَلَّته دِرْهَم، فَقيمته أَرْبَعَة دَرَاهِم، وَأَبُو جَعْفَر يَقُول: إِن غلَّة الضَّيْعَة، بعد الْخراج، خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِينَار، وَإنَّهُ يضمنهَا بذلك، حَاصِلا، خَالِصا، بعد الْخراج والمؤن، وَيُقِيم بذلك كفلاء، فاشترها مِنْهُ بِمِائَتي ألف دِينَار كملًا، وَيحصل لعقبك ملك جليل، وَهُوَ مَعَ هَذَا يُؤَدِّي بَاقِي المصادرة الأولى، وَتصير ضَامِنا للضيعة، فأدفعها إِلَيْك، وَمن سَاعَة إِلَى سَاعَة فرج، وَأَنا أحتال بحيلة فِي أَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute