قَالَ: فتراءى لي، أَن أرْسلت إِلَى غلماني الْمُقَاتلَة، وَكَانُوا مُتَفَرّقين عني، قد صرفتهم لِئَلَّا يصير لي حَدِيث، فجاءوني، وَاجْتمعَ مِنْهُم، وَمن أَوْلَادهم، نَحْو ثلث مائَة غُلَام.
فَقلت لَهُم: إِذا كَانَ اللَّيْلَة فاحضروا جَمِيعًا بسلاحكم، وبيتوا عِنْدِي لَيْلًا، وَأقِيمُوا نَهَارا، إِلَى أَن أدبر أَمْرِي.
قَالَ: فَفَعَلُوا ذَلِك، وفرقتهم فِي الْحجر المقاربة للمجلس الَّذِي كنت أَجْلِس فِيهِ، وَقلت: إِن كبست، فشاغلوا عني من يطلبني، لأنجو.
قَالَ: وَكنت أدبر كَيفَ أعمل فِي قلب الدولة، أَو استصلاح بجكم، فَلم يَقع لي الرَّأْي، وَلَا أجد إِلَى ذَلِك طَرِيقا.
وَكنت أوصيت بوابي، أَن يغلق بَابي الْمَعْلُوم للنَّاس، وَلَا يَفْتَحهُ لأحد من خلق الله، إِلَّا بأَمْري.
وأجلست غُلَاما كَانَ يحجبني فِي أَيَّام الدولة، وَمَعَهُ عشرُون غُلَاما بسلاح خلف الْبَاب، وأمرته أَن لَا يفتح لأحد.
فَمَا مضى لهَذَا إِلَّا يَوْمَانِ أَو ثَلَاثَة، حَتَّى جَاءَنِي حاجبي، وَقَالَ: قد دق الْبَاب.
فَقلت: من الطارق؟ فَقَالَ: أَنا غُلَام مُحَمَّد بن ينَال الترجمان، وَهُوَ وَأَبُو بكر النَّقِيب بِالْبَابِ، يستأذنان على سيدنَا بِالدُّخُولِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute