للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ قَالَ لخادم بَين يَدَيْهِ: احْمِلْ إِلَيْهَا عشرَة آلَاف دِينَار، ومائتي ألف دِرْهَم، وَبَلغهَا سلامي، وأعلمها أَنه لَوْلَا خوفي من احتشامها لسرت إِلَيْهَا مُسلما عَلَيْهَا، ومخبرًا لَهَا بسروري بهَا، فَقل لَهَا: أَنا أَخُوك، وَجَمِيع مَا ينفذ فِيهِ أَمْرِي، فأمرك فِيهِ نَافِذ مَقْبُول.

قَالَت زَيْنَب: فَإِذا هِيَ قد وَردت إِلَيْنَا مَعَ الْخَادِم، وعَلى رَأسهَا دواج ملحم، حَتَّى جَلَست.

فلقيها الْمهْدي أحسن لِقَاء، فأقعدها عِنْده سَاعَة، تحادثه، ثمَّ انصرفت إِلَى مقصورتها.

فَهَذَا الحَدِيث يَا بني، خير لَك من كتاب.

قَالَ: فَأَمْسَكت.

فَقَالَت لي: قد اغتممت؟ فَقلت لَهَا: مَا أغتم، مَا أبقاك الله عز وَجل لي.

فَقَالَت: اللَّيْلَة توافيك كتاب.

فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل، أنفذت بهَا إِلَيّ، وَمَعَهَا مَا يُسَاوِي أَضْعَاف ثمنهَا من كل صنف من الْحلِيّ، وَالرَّقِيق، وَغير ذَلِك.

وَذكر القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن فِي كِتَابه، هَذَا الْخَبَر، فَقَالَ: روى أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بن الْفضل عَن أَبِيه، قَالَ: كنت ألفت زَيْنَب بنت سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس، أكتب عَنْهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>