للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقلت: أَخْبرنِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ: إِن تِلْكَ المسائلة الَّتِي لم أَشك من أَنَّك أنكرتها، إِنَّمَا كَانَت لأطلب دَلِيلا أستدل بِهِ على سَبَب الْعلَّة.

إِلَى أَن قَالَت لي الصبية: إِنَّهَا فِي يَوْم من الْأَيَّام، جَلَست فِي بَيت دولاب الْبَقر، فِي بُسْتَان لكم، ثمَّ حدثت الْعلَّة بهَا، من غير سَبَب تعرفه، فِي غَد ذَلِك الْيَوْم.

فتخيلت أَنه قد دب فِي فرجهَا من القراد الَّذِي يكون على الْبَقر، وَفِي بيُوت الْبَقر قراد، قد تمكن من أول دَاخل الْفرج، فَكلما امتص الدَّم من مَوْضِعه ولد الضربان، وَأَنه إِذا شبع، خف الضربان، لانْقِطَاع مصه، ونقط من الْجرْح الَّذِي يمتص مِنْهُ إِلَى خَارج الْفرج.

فَقلت: أُدخل يَدي، وأفتش.

فأدخلت يَدي، فَوجدت القراد كَمَا حدست، فَأَخْرَجته، وَهَذَا هُوَ الْحَيَوَان، وَقد تَغَيَّرت صورته لِكَثْرَة مَا امتص من الدَّم، مَعَ طول الْأَيَّام.

قَالَ: فتأملنا الْحَيَوَان، فَإِذا هُوَ قراد، وبرئت الْمَرْأَة.

قَالَ مؤلف هَذَا الْكتاب: وَلم يذكر القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن فِي كِتَابه هَذَا الْخَبَر، وَلَعَلَّه اعْتقد أَنه مِمَّا لَا يجب إِدْخَاله فِيهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>