للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر بن رائق، فَلَقِيته بحدود العاقول، وانحدرت أُرِيد واسطًا.

وَقد كَانَ قيل لي قبل إصعادي، أَن فِي الطَّرِيق لصًّا يعرف بالكرخي، مستفحل الْأَمر.

وَكنت خرجت من وَاسِط، بطالع اخترته، على مُوجب تَحْويل مولدِي لتِلْك السّنة، وَقد استظهرت عِنْد نَفسِي، وكفاني الله تَعَالَى، فِي إصعادي، أَمر اللص، فَلم أر لَهُ أثرا.

فَلَمَّا انحدرت إِلَى وَاسِط، وَكُنَّا فِي بعض الطَّرِيق، خرج علينا اللُّصُوص فِي سفن عدَّة، بقسي، ونشاب، وَسلَاح شَاك، وهم نَحْو مائَة نفس، كالعسكر الْعَظِيم.

وَكَانَ معي غلْمَان يرْمونَ، فَحَلَفت أَن من رمى مِنْهُم بِسَهْم، ضَربته إِذا صرت فِي الْبَلَد مائَة مقرعة، وَذَلِكَ أَنِّي خفت أَن يقصدنا اللُّصُوص، ثمَّ لَا يرضون إِلَّا بقتلي.

قَالَ: وبادرت فَأخذت ذَلِك السِّلَاح الَّذِي كَانَ مَعَهم، فرميت جَمِيعه فِي المَاء، واستسلمت لِلْأَمْرِ طلبا للسلامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>