قَالَ: كَيفَ يكونُونَ شيعتك، وَأَنت لَا تعرف أحدا مِنْهُم، وَلَا يعرفونك؟ فَقَالَ عبد الله: هَذَا الْكَلَام كَانَ مِنْك لشَيْء.
فَقَالَ جَعْفَر: قد علم الله تَعَالَى أَنِّي أوجب النصح على نَفسِي لكل مُسلم، فَكيف أدخره عَنْك، فَلَا تمنين نَفسك الأباطيل، فَإِن هَذِه الدولة ستتم لهَؤُلَاء الْقَوْم، وَمَا هِيَ لأحد من ولد أبي طَالب، وَقد جَاءَنِي مثل مَا جَاءَك.
فَانْصَرف غير رَاض بِمَا قَالَه لَهُ.
وَأما عمر بن عَليّ بن الْحُسَيْن، فَرد عَلَيْهِ الْكتاب، وَقَالَ: لَا أعرف من كتبه.
قَالَ: وَأَبْطَأ أَبُو سَلمَة على أبي الْعَبَّاس وَمن مَعَه، فَخرج أَصْحَابه يطوفون بِالْكُوفَةِ، فلقي حميد بن قَحْطَبَةَ، وَمُحَمّد بن صول أحد مواليهم، فعرفاه،