فَقَالَ: وَيحك، مَا أجدهم فِي طَلَبك، وأحرصهم على الظفر بك، وَلَكِنِّي أكتب إِلَى أم الْبَنِينَ بنت عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان، وَهِي زَوْجَة الْوَلِيد بن عبد الْملك، وَعبد الْملك أرق شَيْء عَلَيْهَا.
فَكتب إِلَيْهَا يسْأَلهَا التشفع إِلَى عَمها عبد الْملك.
فَلَمَّا وَصلهَا الْكتاب، دخلت على عَمها، فَسَأَلَهَا: هَل من حَاجَة؟ قَالَت: نعم، لي حَاجَة.
فَقَالَ: قد قضيت كل حَاجَة لَك، إِلَّا ابْن قيس الرقيات.
فَقَالَت: لَا تستثنين عَليّ.
فَنفخ بِيَدِهِ، فَأصَاب حر وَجههَا، فَوضعت يَدهَا على خدها.
فَقَالَ لَهَا: ارفعي يدك، فقد قضيت كل حَاجَة لَك وَإِن كَانَت ابْن قيس الرقيات.
فَقَالَت: حَاجَتي أَن تؤمنه، فقد كتب إِلَيّ يسألني أَن أَسأَلك ذَلِك.
قَالَ: هُوَ آمن، فمريه يحضر الْمجْلس العشية.
فَحَضَرَ، وَحضر النَّاس، حِين بَلغهُمْ، مجْلِس عبد الْملك.