للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحس بِهِ أَبوهَا، فَقبض عَلَيْهِ، وأتى بِهِ خَالِد بن عبد الله، وَادّعى عَلَيْهِ اللصوصية، وَأَتَاهُ بِجَمَاعَة شهدُوا على أَنهم وجدوه فِي بَيته لَيْلًا، قد دخل للتلصص.

فَسَأَلَ خَالِد الْفَتى، فاعترف أَنه دخل ليَسْرِق، وَمَا سرق شَيْئا، يدْفع بذلك الفضيحة عَن ابْنة عَمه، فَأَرَادَ خَالِد أَن يقطعهُ.

فَرفع عَمْرو أَخُوهُ إِلَى خَالِد رقْعَة فِيهَا:

أخالد قد والله أوطيت عشوة ... وَمَا العاشق الْمَظْلُوم فِينَا بسارق

أقرّ بِمَا لم يَأْته غير أنّه ... رأى الْقطع خيرا من فضيحة عاتق

وَمثل الَّذِي فِي قلبه حلّ قَلبهَا ... فمنّ لتجلو الهمّ عَن قلب عاشق

وَلَوْلَا الَّذِي قد خفت من قطع كفّه ... لألفيت فِي أمريهما غير نَاطِق

إِذا مدّت الغايات للسبق فِي العلى ... فَأَنت ابْن عبد الله أوّل سَابق

قَالَ: فَأرْسل خَالِد مولى لَهُ يسْأَل عَن الْخَبَر، ويفحص جلية الْأَمر، فَأَتَاهُ بِصَحِيح مَا قَالَه عَمْرو فِي شعره.

فأحضر أَبَا الْجَارِيَة، وَأمره بتزويجها من الْفَتى، فَامْتنعَ، وَقَالَ: لَيْسَ هُوَ كُفْء لَهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>