لما ظهر من سوء حَاله.
ثمَّ أخرج إِلَيْنَا جَارِيَة كَأَنَّهَا، وَالله، فلقَة قمر، تتثنى كالقضيب، فاستقرأناها، فَقَرَأت آيَات من الْقُرْآن، حركت منا مَا كَانَ سَاكِنا، وأتبعتها بقصيدة مليحة، شوقتنا، وأطربتنا.
فَقُلْنَا لَهَا: أصانعة؟ وأشرنا إِلَى يَدهَا.
فَقَالَت: نعم، تعلمت الْعَمَل بِالْعودِ وَأَنا صَغِيرَة.
فَقُلْنَا: فغنينا بِهِ.
فَقَالَت: سُبْحَانَ الله، هَل يصلح أَن أستجيب لذَلِك إِلَّا لمولى مَالك إِن دَعَاني إِلَيْهِ أَجَبْته.
قَالَ: وَرَاح الرَّسُول إِلَى جَعْفَر، فَأخْبرهُ بِمَا شَاهده.
فَلم يَتَمَالَك جَعْفَر، لما سمع بِصفة الْجَارِيَة، حَتَّى استنهض الرَّسُول إِلَى مجْلِس الشَّيْخ، وَهُوَ يتبعهُ، حَتَّى عاينه، وَسَأَلَهُ إخْرَاجهَا إِلَيْهِ.
فَلَمَّا رَآهَا جَعْفَر أعجب بهَا قبل أَن يستنطقها، ثمَّ إِنَّه استنطقها، فَأخذت بِمَجَامِع قلبه.
فَقَالَ لمولاها: قل مَا شِئْت؟ فَقَالَ الشَّيْخ: لست أحدث أمرا حَتَّى أستأذنها، وَلَوْلَا الضّر الَّذِي نَحن فِيهِ لما عرضتها، لَكِن حَالي كَمَا يُشَاهِدهُ الْوَزير من فقر، وضر، وَدين كثير قد فدحني، وَمن أَجله فَارَقت وطني، وَعرضت على البيع ثَمَرَة فُؤَادِي.
فَقَالَ لَهُ جَعْفَر: مَا مقدارها فِي نَفسك إِن أردْت بيعهَا؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute