فَقَالَ: يَا بني، إِن مثلي لَا يطَأ قبل الِاسْتِبْرَاء، وَوَاللَّه، مَا وَقعت عَيْني على الْجَارِيَة، مُنْذُ اشْتريت، إِلَّا السَّاعَة، وَقد وهبتها لَك فَخذهَا، وَخذ دنانيرك، بَارك الله لَك فيهمَا.
ثمَّ قَالَ للخادم: هَات ألف دِرْهَم، فجَاء بهَا.
فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: قد كنت عولت على أَن أكسوك، فجَاء من أَمر مَوْلَاك مَا رَأَيْت وَلم أر من الْمُرُوءَة مَنعه مِنْك، فَخذي هَذِه الدَّرَاهِم، واتسعي بهَا فِي نَفَقَتك، وَلَا تحملي مَوْلَاك مَا لَا يُطيق، فتحصلين عِنْد من لَا يعرف قدرك كمعرفته، وَلَك عَليّ ألف دِرْهَم فِي كل سنة، يَجِيء مَوْلَاك فيأخذها لَك، إِذا شكرك، وَرَضي طريقتك.
قَالَ: فَقَامَ الرجل، وَقبل يَدَيْهِ، وَجعل يبكي، وَيَدْعُو لَهُ.
وَلم يزل المَال واصلًا إِلَيْهِ فِي كل سنة، حَتَّى مَاتَ ابْن أبي حَامِد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute