مَعَهُمَا، وَدخلت بدخولهما، فظنا أَن صَاحب الدَّار دَعَاني، وَظن صَاحب الدَّار أَنِّي مَعَهُمَا.
فَجَلَسْنَا، فَأتي بِالطَّعَامِ فأكلنا، وبالشراب فَوضع، وَخرجت الْجَارِيَة، وَفِي يَدهَا عود، فرأيتها حسناء، وَتمكن مَا فِي قلبِي مِنْهَا، وغنت غناء صَالحا، وشربنا.
وَقمت قومة للبول، فَسَأَلَ صَاحب الْمنزل من الفتيين عني، فَأَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا لَا يعرفاني، فَقَالَ: هَذَا طفيلي، وَلكنه ظريف، فأجملوا عشرته.
وَجئْت، فَجَلَست، وغنت الْجَارِيَة فِي لحن لي:
ذكرتك إِذْ مرّت بِنَا أمّ شادن ... أَمَام المطايا تستريب وتطمح
من المولعات الرمل أدماء حرّة ... شُعَاع الضُّحَى فِي متنها يتوضّح
فأدته أَدَاء صَالحا، ثمَّ غنت أصواتًا فِيهَا من صنعتي:
الطلول الدوارس ... فارقتها الأوانس
أوحشت بعد أَهلهَا ... فَهِيَ قفر بسابس
فَكَانَ أَثَرهَا فِيهِ أصلح من الأول، ثمَّ غنت أصواتًا من الْقَدِيم والمحدث، وغنت فِي أضعافها من صنعتي، فِي شعري:
قل لمن صدّ عاتبا ... ونأى عَنْك جانبا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute