قد بلغت الَّذِي أردْت ... وَإِن كنت لاعبا
واعترفنا بِمَا أدّعيت ... وَإِن كنت كَاذِبًا
فَكَانَ أصلح مَا غنته، فاستعدته مِنْهَا لأصححه لَهَا، فَأقبل عَليّ رجل مِنْهُم، فَقَالَ: مَا رَأَيْت طفيليًا أصفق مِنْك وَجها، لم ترض بالتطفيل حَتَّى اقترحت، وَهَذَا تَصْدِيق للمثل: طفيلي ويقترح، فأطرقت، وَلم أجبه، وَجعل صَاحبه يكفه عني، فَلَا يكف.
ثمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلَاة، وتأخرت، فَأخذت الْعود وشددت طبقته، وأصلحته إصلاحًا محكمًا، وعدت إِلَى موضعي، فَصليت، وعادوا، وَأخذ الرجل فِي عربدته عَليّ، وَأَنا صَامت.
وَأخذت الْجَارِيَة الْعود، وجسته، فأنكرت حَاله، وَقَالَت: من مس عودي؟ فَقَالُوا: مَا مَسّه أحد.
قَالَت: بلَى، وَالله، قد مَسّه حاذق مُتَقَدم، وَشد طبقته، وَأَصْلحهُ إصْلَاح مُتَمَكن من صَنعته.
فَقلت لَهَا: أَنا أصلحته.
قَالَت: بِاللَّه عَلَيْك، خُذْهُ، فَاضْرب بِهِ.
فَأَخَذته، وَضربت بِهِ مبدأ عجيبًا، فِيهِ نقرات محركة، فَمَا بَقِي فِي الْمجْلس أحد إِلَّا وثب فَجَلَسَ بَين يَدي.
وَقَالُوا: بِاللَّه عَلَيْك يَا سيدنَا، أتغني؟ قلت: نعم، وأعرفكم نَفسِي أَيْضا، أَنا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي، وَإِنِّي، وَالله، لأتيه على الْخَلِيفَة، وَأَنْتُم تشتموني الْيَوْم، لِأَنِّي تملحت مَعكُمْ بِسَبَب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute