للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ إِن أَبَاهَا زَوجهَا، فَبلغ ذَلِك قيسا، فَاشْتَدَّ جزعه، وَجعل يبكي أَشد بكاء، وأتى حِلَّةَ قَومهَا، فَنزل عَن رَاحِلَته، وَجعل يتَعَمَّد فِي موضعهَا، ويمرغ خَدّه على ترابها، ويبكي أحر بكاء، ثمَّ قَالَ قصيدته الَّتِي رَوَاهَا أَبُو الْفرج، الَّتِي أَولهَا:

إِلَى الله أَشْكُو فقد لبنى كَمَا شكا ... إِلَى الله فقد الْوَالِدين يَتِيم

وَذكر بعد هَذَا أَخْبَارًا لَهُ مَعهَا، واجتماعات عفيفة كَانَت بَينهمَا، بحيل طريفة، ووجدها بِهِ، وبكاءها فِي طَلاقهَا، وإنكار زَوجهَا، الَّذِي تزَوجهَا بعد قيس، ذَلِك عَلَيْهَا، ومكاشفتها لَهُ، وَعلة أُخْرَى لحقت قيسا، واشتهارهما، وافتضاحهما، وَمَا لحق قيسا ولبنى من الخبل، واختلال الْعقل، وَقطع شعر كَثِيرَة لقيس أَيْضا فِي خلال ذَلِك، وَأَن قيسا مضى إِلَى ابْن أبي عَتيق، فَمضى بِهِ إِلَى يزِيد بن مُعَاوِيَة، ومدحه وشكى إِلَيْهِ مَا جرى عَلَيْهِ، فرق لَهُ، ورحمه، وَأخذ لَهُ كتاب أَبِيه بِأَن يُقيم حَيْثُ أحب، وَلَا يعْتَرض لَهُ أحد، وأزال مَا كتب بِهِ إِلَى مَرْوَان، من هدر دَمه، وَقطع شعر كَثِيرَة أُخْرَى لقيس فِي خلال ذَلِك، وأخبار مُفْردَة، ومفصلة.

ثمَّ قَالَ: وَقد اخْتلف فِي أَكثر أَمر قيس ولبنى، وَذكر كلَاما يَسِيرا فِي ذَلِك، والجميع فِي نَيف وَعشْرين ورقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>