للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويغير زيه، يرد جاهه، بإنزاله دَارا كَبِيرَة، وإخدامه بفرش وَآلَة حَسَنَة، وإخدامه خداما بَين يَدَيْهِ، وَيُمكن من لِقَاء من يُؤثر لقاءه من معامليه، وَمن يحب لقاءه من أَهله وَولده وحاشيته، ليجد فِي حمل المَال الْحَال عَلَيْهِ، قبل مَحَله، ونعينه نَحن، وَيبِيع أملاكه، ويرتجع ودائعه مِمَّن هِيَ عِنْده.

فَقَالَ إِسْحَاق: السَّاعَة أفعل ذَلِك، وأبلغه جَمِيع مَا ذكرت، وَأمكنهُ مِنْهُ، ونهضت الْجَمَاعَة.

فَأمر إِسْحَاق بفك حديدي، وإدخالي الْحمام، وَجَاءَنِي بخلعة حَسَنَة، وَطيب، وبخور، فاستعملته، واستدعاني، فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ، نَهَضَ إِلَيّ، وَلم يكن فِي مَجْلِسه أحد، وَاعْتذر إِلَى مِمَّا خاطبني بِهِ، وَقَالَ: أَنا صَاحب سيف، ومأمور، وَقد لَحِقَنِي الْيَوْم من أَجلك سَماع كل مَكْرُوه، حَتَّى امْتنعت عَن الطَّعَام غما بِأَن أبتلى بقتلك، أَو يعتب الْخَلِيفَة عَليّ من أَجلك، وَإِنَّمَا خاطبتك بذلك، لإِقَامَة عذر عِنْد هَؤُلَاءِ الأشرار، ليبلغوا الْخَلِيفَة ذَلِك، وَجَعَلته وقاية لَك من الضَّرْب وَالْعَذَاب، فشكرته، وَقلت مَا حضرني من الْكَلَام.

فَلَمَّا كَانَ من الْغَد، حولني إِلَى دَار كَبِيرَة، وَاسِعَة، حَسَنَة، مفروشة، ووكل بِي فِيهَا، على إِحْسَان عشرَة وإجلال، فاستدعت كل من أريده، وتسامع بِي أَصْحَابِي، فجاءوني وَفرج الله عني.

وَمَضَت سَبْعَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا، وَقد أَعدَدْت ألف ألف دِرْهَم، مَال النَّجْم

<<  <  ج: ص:  >  >>