للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ آخر:

إِذا ضيّقت أمرا ضَاقَ جدًّا ... وَإِن هوّنت مَا قد عزّ هانا

فَلَا تهْلك لما قد فَاتَ غمًّا ... فكم شَيْء تصعّب ثمّ لانا

قَالَ مؤلف هَذَا الْكتاب: إِن هَذَا المصراع الْأَخير، يشبه قَول بشار بن برد، وَهُوَ من أحسن مَا قيل فِي مَعْنَاهُ، وَهُوَ يدْخل فِي مَضْمُون هَذَا الْكتاب، فِي بَاب من نالته شدَّة فِي هَوَاهُ:

لَا يؤيسنّك من مخدّرةٍ ... قَول تغلّظه وَإِن جرحا

عسر النِّسَاء إِلَى مياسرةٍ ... والصعب يُمكن بَعْدَمَا جمحا

ولبشار خبر مَعَ الْمهْدي، فِي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ، لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه.

وَأخذ الْمَعْنى أَبُو حَفْص الشطرنجي، نديم المتَوَكل، فَقَالَ:

عرّضنّ للَّذي تحبّ بحبٍّ ... ثمَّ دَعه يروضه إِبْلِيس

صابر الحبّ لَا يصدّك عَنهُ ... من حبيبٍ تجهّمٌ وعبوس

فلعلّ الزَّمَان يدنيك مِنْهُ ... إنّ هَذَا الْهوى نعيمٌ وبوس

وَأَخْبرنِي من أَنْشدني الشّعْر، أَن فِيهِ لحنًا من خَفِيف الرمل بالوسطى، لبَعض المغنين فِي زمن المتَوَكل.

<<  <  ج: ص:  >  >>