للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما للدهر من حكم رضيّ ... يدال بِهِ الشريف من الدنيّ

فتستعلي الرُّءُوس على الذنابى ... وينتصف الذكيّ من الغبيّ

وَأَقُول فِيهَا:

وَمن عاصاه دمعٌ فِي بلاءٍ ... فَلَيْسَ بكاء عَيْني بالعصيّ

وَمَا أبْكِي لوفرٍ لم يفره ... زمانٌ خَان عهد فَتى وفيّ

وَلَا آسى على زمنٍ تقضّى ... بعيشٍ ناضرٍ غضٍّ نديّ

وَلَكِن من فِرَاق سراة قومٍ ... عهدتهموا شموسًا فِي النديّ

وَمن حدثٍ يفوّتني الْمَعَالِي ... على عهدٍ بهَا حدثٍ فتيّ

وأنّ يَدي تقصّر عَن هَلَاك ... العدوّ وَعَن مكافاة الوليّ

وَمَا تغني الْحَوَادِث إِن ألمّت ... سوى قلبٍ عَن الدُّنْيَا سخيّ

وصبر لَيْسَ تنزحه اللَّيَالِي ... كنزح الدَّلْو صَافِيَة الركيّ

وَلَيْسَ بأيس من كَانَ يخْشَى ... ويرجو الله من صنع قويّ

قَالَ: ولي قصيدة قلتهَا بالأهواز، لما صرفت فِي الدفعة الأولى من تقليدي الْقَضَاء، بالأهواز، وقبضت ضَيْعَة من ضياعي، فَخرجت إِلَى بَغْدَاد أطلبها، وَبَلغنِي عَن أَعدَاء لي، إِظْهَار شماتة بِالْحَال، وتعصب للصارف:

لَئِن أشمت الْأَعْدَاء صرفي ومحنتي ... فَمَا صرفُوا فضلي وَلَا ارتحل الْمجد

مقامٌ وترحالٌ وقبضٌ وبسطةٌ ... كَذَا عَادَة الدُّنْيَا وأخلاقها النكد

<<  <  ج: ص:  >  >>