للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنت عَاملا بِالشَّام، على السراة، فَدخلت كَنِيسَة فِيهَا لِلنَّصَارَى، مَوْصُوفَة، أنظر إِلَيْهَا، فَإِذا بَين التصاوير مَكْتُوب: يَقُول صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس، نزلت هَذِه الْكَنِيسَة يَوْم كَذَا من شهر كَذَا من سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة، وَأَنا مكبل بالحديد مَحْمُول إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ هِشَام، وَأَنا أَقُول:

مَا أنسدّ بابٌ وَلَا ضَاقَتْ مذاهبه ... إِلَّا أَتَانِي وشيكًا بعده الْفرج

قَالَ: وَكَانَ بَين ذَلِك، وَبَين أَن نزل صَالح بن عَليّ، على تِلْكَ الْكَنِيسَة بِعَينهَا لمحاربة مَرْوَان بن مُحَمَّد، أَربع عشرَة سنة.

وروى القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن فِي كِتَابه، عَن صديق لَهُ أنْشدهُ:

إنّي رَأَيْت مغبّة الصَّبْر ... تُفْضِي بصاحبها إِلَى الْيُسْر

لَا بدّ من عسرٍ وَمن يسرٍ ... بهما تَدور دوائر الدَّهْر

وكما يلذّ الْيُسْر صَاحبه ... فكذاك فليصبر على الْعسر

وَذكر القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن فِي كِتَابه، قَالَ: وجد فِي عذبة سيف أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب، سَلام الله عَلَيْهِ وتحياته، رقْعَة فِيهَا:

غنى النَّفس يَكْفِي النَّفس حَتَّى يكفّها ... وَإِن أعسرت حَتَّى يضرّ بهَا الْفقر

<<  <  ج: ص:  >  >>