فَلَمَّا قتل عِيسَى بن مُوسَى مُحَمَّدًا بِالْمَدِينَةِ، قيل لأبي بكر: اهرب، قَالَ: لَيْسَ مثلي يهرب، فَأخذ أَسِيرًا، فَطرح فِي حبس الْمَدِينَة، وَلم يحدث عِيسَى بن مُوسَى فِي أمره شَيْئا غير حَبسه، فَأمر الْمَنْصُور بتقييده، فقيد.
فَقدم الْمَدِينَة بَعْدَمَا شخص عِيسَى بن مُوسَى، عبد الله بن الرّبيع الْمدنِي وَمَعَهُ جند، فعاثوا فِي الْمَدِينَة وأفسدوا، فَوَثَبَ عَلَيْهِ سودان الْمَدِينَة والرعاع، فَقتلُوا جنده، وطردوهم، وانتهبوهم، وانتهبوا عبد الله بن الرّبيع، فَخرج حَتَّى نزل ببئر الْمطلب، يُرِيد الْعرَاق، على خَمْسَة أَمْيَال من الْمَدِينَة.
وكبس السودَان السجْن، فأخرجوا أَبَا بكر.
وَقَالَ سعيد: فَأخْرج القرشيون أَبَا بكر، فَحَمَلُوهُ على مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَنهى عَن مَعْصِيّة أَمِير الْمُؤمنِينَ، وحث على طَاعَته.