فَلَمَّا ولى الْمَنْصُور، جَعْفَر بن سُلَيْمَان، على الْمَدِينَة، قَالَ لَهُ: بَيْننَا وَبَين أبي بكر رحم، وَقد أَسَاءَ وَأحسن، فَإِذا قدمت الْمَدِينَة، فَأَطْلقهُ، وَأحسن جواره.
وَقَالَ سعيد: فَأمره بِإِطْلَاق ابْن أبي سُبْرَة، وأوصاه بِهِ، وَقَالَ: إِن كَانَ قد أَسَاءَ فقد أحسن.
فَأَطْلقهُ جَعْفَر.
فَسَأَلَ جَعْفَر أَن يكْتب لَهُ بوصاة إِلَى معن بن زَائِدَة، وَهُوَ إِذْ ذَاك على الْيمن، فَكتب لَهُ بوصاة إِلَيْهِ.
فلقي الرابحي، فَقَالَ: هَل لَك فِي الْخُرُوج معي إِلَى الْعمرَة؟ فَقَالَ: أما وَالله، مَا أخرجني من منزلي إِلَّا طلب شَيْء لأهلي، فَمَا تركت عِنْدهم شَيْئا، فَأمر لَهُ ابْن أبي سُبْرَة بِنَفَقَة أنفذها إِلَى عِيَاله، وَخرج مَعَه.