ثمَّ قَالَ الرّبيع: إِذا كَانَ غَدا، وَصليت بِالنَّاسِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام، وَحصل النَّاس فِيهِ، فأغلق الْأَبْوَاب كلهَا، ووكل بهَا ثقاتك من الشِّيعَة، واقفلها وَافْتَحْ للنَّاس بَابا وَاحِدًا، وقف عَلَيْهِ، فَلَا يخرج إِلَّا من عَرفته.
فَلَمَّا كَانَ من الْغَد، فعل الرّبيع مَا أمره بِهِ، وَتبين مُحَمَّد بن هِشَام الْقِصَّة، فَعلم أَنه هُوَ الْمَطْلُوب، وَأَنه مَأْخُوذ، فتحير.
وَأَقْبل مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِم السَّلَام على أثر ذَلِك، فَرَآهُ متحيرا، وَهُوَ لَا يعرفهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، أَرَاك متحيرا فَمن أَنْت؟ وَلَك أَمَان الله التَّام الْعَام، وَأَنت فِي ذِمَّتِي حَتَّى أخلصك.
فَقَالَ: أَنا مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الْملك، فَمن أَنْت؟ قَالَ: أَنا مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب.
فَقَالَ مُحَمَّد بن هِشَام: عِنْد الله احتسب نَفسِي.