يَا أَبَا الْفضل، إِن هَذَا الْخَبيث جمال من أهل الْكُوفَة، أكراني جماله ذَاهِبًا وراجعا، وَقد هرب مني فِي هَذَا الْوَقْت، وأكرى بعض القواد الخراسانية، ولي عَلَيْهِ بذلك بَيِّنَة، فتضم إِلَيّ حرسيين يصيران بِهِ معي إِلَى القَاضِي، ويمنعان الْخُرَاسَانِي من عراره.
فضم إِلَيْهِ حرسيين، وَقَالَ: امضيا مَعَه.
فَلَمَّا بعد عَن الْمَسْجِد، قَالَ لَهُ: يَا خَبِيث، تُؤدِّي إِلَيّ حَقي؟ قَالَ: نعم يَا ابْن رَسُول الله.
فَقَالَ للحرسيين: انصرفا، وَأطْلقهُ مُحَمَّد.
فَقبل مُحَمَّد بن هِشَام رَأسه، وَقَالَ: بِأبي أَنْت وَأمي، الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسالاته، ثمَّ أخرج جوهرا لَهُ قدر، فَدفعهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: تشرفني يَا سَيِّدي بِقبُول هَذَا مني.
فَقَالَ: يَا ابْن عَم، إِنَّا أهل بَيت، لَا نقبل على الْمَعْرُوف مُكَافَأَة، وَقد تركت لَك دم زيد، وَهُوَ أعظم من متاعك، فَانْصَرف راشدا، ووار شخصك، حَتَّى يخرج هَذَا الرجل، فَإِنَّهُ مجد فِي طَلَبك، فَمضى، وتوارى.
قَالَ: ثمَّ أَمر مُحَمَّد بن زيد، الدَّاعِي بطبرستان، للأموي، بِمثل مَا أَمر بِهِ لسَائِر بني عبد منَاف، وَضم إِلَيْهِ جمَاعَة من موَالِيه، وَأمرهمْ أَن يخرجُوا مَعَه إِلَى الرّيّ، ويأتوه بِكِتَاب بسلامته.
فَقَامَ الْأمَوِي، فَقبل رَأسه، وَمضى وَمَعَهُ الْقَوْم، حَتَّى وصل إِلَى مأمنه، وجاءوه بِكِتَاب بسلامته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute