وَدَار الدّور، فَلَمَّا انْتهى إِلَيّ الْغناء، قلت لِلْجَارِيَةِ الْأُخْرَى، سوي الْعود على كَذَا، فَعلمت مَا أُرِيد، وَخرج الْخَادِم، فَقَالَ لي: تغن، فغنيت هَذَا الصَّوْت، وَهُوَ لَا يعرف إِلَّا بِي، وَهُوَ:
عوجي عَليّ فسلمي جبر ... فيمَ الْوُقُوف وَأَنْتُم سفر؟
مَا نَلْتَقِي إِلَّا ثَلَاث منى ... حَتَّى يفرق بَيْننَا النَّفر
فتزلزلت عَلَيْهِم الدَّار، وَخرج الْخَادِم، فَقَالَ: وَيحك، لمن هَذَا الْغناء؟ فَقلت: لي.
فَمضى، ثمَّ عَاد، فَقَالَ: كذبت، هَذَا لِابْنِ جَامع.
قلت: فَأَنا ابْن جَامع.
فَمَا شَعرت إِلَّا وأمير الْمُؤمنِينَ، وجعفر بن يحيى، قد أَقبلَا من وَرَاء السّتْر الَّذِي كَانَ يخرج مِنْهُ الْخَادِم.
فَقَالَ لي الْفضل بن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute