للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغثنا فَإنَّا عصبَة مذحجية ... نراد على وفر وَلَيْسَ لنا وفر

وَأَظنهُ أغفل الثَّانِيَة، فغنت الثَّالِثَة، بِهَذِهِ الأبيات:

فَلَمَّا وقفنا للْحَدِيث وأسفرت ... وُجُوه زهاها الْحسن أَن تتقنعا

تبالهن بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امْرُؤ بَاغ أضلّ وأوضعا

فَلَمَّا تواضعن الْأَحَادِيث قُلْنَ لي ... أخفت علينا أَن نغر ونخدعا

قَالَ: فتوقعت مَجِيء الْخَادِم، فَقلت للرجل: بِأبي أَنْت، خُذ الْعود، وَشد وتر كَذَا، وارفع الطَّبَقَة، وَحط دساتن كَذَا، فَفعل مَا أَمرته.

وَخرج الْخَادِم، فَقَالَ لي: تغن عافاك الله.

فغنيت بِصَوْت الرجل الأول، على غير مَا غنى، فَإِذا جمَاعَة من الخدم يُحْضِرُونَ حَتَّى استندوا إِلَى الأسرة، فَقَالُوا: وَيحك، لمن هَذَا الْغناء؟ فَقلت: لي.

فناصرفوا، وَعَاد إِلَيّ خَادِم، فَقَالَ: كذبت، هَذَا لِابْنِ جَامع، فسكتّ.

وَدَار الدّور الثَّانِي، فَلَمَّا انْتهى إِلَيّ؛ قلت لِلْجَارِيَةِ الَّتِي تلِي الرجل: خذي الْعود، فَعلمت مَا أُرِيد، فأصلحته على غنائها، فغنيت بِهِ، فَخرج الخدم، وَقَالُوا: وَيحك، لمن هَذَا الْغناء؟ فَقلت: لي.

فَرَجَعُوا، ثمَّ عَاد ذَلِك الْخَادِم من بَينهم، فَقَالَ: كذبت، هَذَا لِابْنِ جَامع.

<<  <  ج: ص:  >  >>