فطرحت نَفسِي فِي الْحر مغموما، جائعا، على عتبَة الْمجْلس، ونمت.
فَمَا انْتَبَهت إِلَّا بخادم قد أيقظني، وَقَالَ: أجب أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَنَظَرت الْوَقْت، فَإِذا هُوَ نصف اللَّيْل.
فَقلت: إِنَّا لله، عزم وَالله على قَتْلِي، فمشيت مَعَه، وَأَنا أَتَشهد، إِلَى ممرات سَمِعت مِنْهَا كَلَام النِّسَاء.
فَقلت: عزم على قَتْلِي بِحجَّة، يَقُول: من أذن لَك فِي الدُّخُول إِلَى حرمي، ويعتل عَليّ بذلك، فوقفت.
فَقَالَ لي الْخَادِم: ادخل.
فَقلت: لَا أَدخل.
فَقَالَ لي: ادخل، وَيحك.
فَقلت: هوذا أسمع صَوت الْحرم، وَلَا يجوز لي أَن أَدخل.
فجذبني، فَصحت: وَالله، لَا دخلت، وَلَو ضربت عنقِي، أَو أسمع كَلَام أَمِير الْمُؤمنِينَ، بِالْإِذْنِ لي.
وَإِذا امْرَأَة تصيح: وَيلك يَا هرثمة، أَنا الخيزران، وَقد حدث أَمر عَظِيم، استدعيتك لَهُ، فَادْخُلْ.
فتحيرت، وَدخلت، وَإِذا ستارة ممدودة، فَقيل لي من وَرَائِهَا: إِن مُوسَى قد مَاتَ، وأراحك الله مِنْهُ، وَجَمِيع الْمُسلمين، فَانْظُر إِلَيْهِ، فَأَتَيْته، فَإِذا هُوَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute