للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِإِسْقَاط مَا عَليّ، وانصرفت.

فَلم تمض إِلَّا شهور، حَتَّى كتب عَمْرو بن اللَّيْث إِلَى عَليّ بن الْمَرْزُبَان، يستدعيه، ويأمره بِحمْل مَا اجْتمع لَهُ من المَال صحبته.

وَكَانَ قد جمع من الْأَمْوَال، مَا لم يسمع أَنه اجْتمع قطّ لأحد من مَال فَارس، مبلغه سِتُّونَ ألف ألف، فحملها مَعَه إِلَى نيسابور، وَخرج عَمْرو، فَتَلقاهُ وَجَمِيع قواده.

فأعظم الْأَمْوَال، واستخلفه على فَارس وأعمالها، حَربًا وخراجا، وخلع عَلَيْهِ سوادا، وَحمله على فرس أشب عَال، وَدفع إِلَيْهِ خَاتمه، ورده إِلَى فَارس.

فَوَافى فِي وَقت الرّبيع، وَلم يحل الْحول على رُؤْيَايَ، وَخرج أَمِير الْبَلَد، يستقبله على ثَلَاثِينَ فرسخا، وَخرجت فَلَقِيته على الْعقبَة الَّتِي ذكرتها فِي الْمَنَام الْمَوْضُوع، وَالدُّنْيَا على الْحَقِيقَة خضراء بأنوار الرّبيع، وَحَوله أَكثر من مائَة ألف فَارس وراجل، وَعَلِيهِ قنسوة عَمْرو بن اللَّيْث، وَفِي يَده خَاتمه، وَعَلِيهِ السوَاد، فدعوت لَهُ.

فَلَمَّا رَآنِي تَبَسم، وَأخذ بيَدي، وأحفى بِي السُّؤَال، ثمَّ فرق الْجَيْش بَيْننَا، فلحقته إِلَى دَاره، فَلم أستطع الْقرب مِنْهُ لِكَثْرَة الدَّوَابّ، فَانْصَرَفت، وباكرته فِي السحر.

فَقَالَ لي الْحَاجِب: من أَنْت؟

<<  <  ج: ص:  >  >>