قَالَ: ثمَّ مد يَده إِلَى الدواة، فَكتب لي على الجهبذ، بِأَلف دِينَار صلَة، وَوَقع توقيعا آخر، بِأَن أبايع ضَيْعَة من الْمَبِيع بألفي دِينَار، بِحَيْثُ أخْتَار ذَلِك، ثمَّ قَالَ: خُذ هَذِه الدَّنَانِير فاتجر بهَا، وَأصْلح مِنْهَا حالك، وابتع بِهَذِهِ الألفي دِينَار ضَيْعَة من الْمَبِيع، تغل لَك ألف دِينَار فِي السّنة، واخترها وشاور فِيهَا، فَإِذا وَقع اختيارك عَلَيْهَا؛ فأسمها لي؛ لأكتب بمبايعتك إِيَّاهَا؛ لتستكفي بغلتها سنتك، إِلَى أَن أنظر لَك بعد هَذَا، فأرد جاهك، فشكرته ودعوت لَهُ، ونهضت.
فَقَالَ: قف، فوقفت.
فَقَالَ لِابْنِهِ أبي الْحُسَيْن: بحياتي عَلَيْك، عاون أَبَا عَليّ حَتَّى يحصل لَهُ هَذَا كُله فِي أُسْبُوع، وَفِي دفْعَة وَاحِدَة، وَلَا ينمحق عَلَيْهِ.
قَالَ: فوعدني أَبُو الْحُسَيْن بذلك، وَأَمرَنِي بالمصير إِلَيْهِ، فَانْصَرَفت.
ورحت إِلَى أبي الْحُسَيْن، فَأَعَانَنِي، فَحصل ذَلِك كُله لي فِي أَيَّام قَليلَة، وحصلت لي الضَّيْعَة، فاستغللتها فِي تِلْكَ السّنة ألف دِينَار.
ولزمت أَبَا عَليّ، فعوضني بمكاسب جليلة، عَاد إِلَيّ مِنْهَا أَكثر مِمَّا خرج عَن يَدي بنكبته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute