للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلم يزل على هَذَا، إِلَى أَن طلب وصيف الْكَبِير، رَفِيق بغا، من يجلسه بِبَاب دَاره، فَيكْتب إِلَى المطبخ، من الْحَيَوَان والحوائج؛ ليقايس بِهِ مَا يحْتَسب عَلَيْهِ.

فوصف عون أَخَاهُ سَلمَة لذَلِك، وَوجه إِلَيْهِ فَأحْضرهُ، فَامْتنعَ، وَذكر أَنه لَا دربة لَهُ بِهِ، وَلَا فِيهِ آلَة لَهُ.

فضمن لَهُ عون معاونته، وإجمال الْحساب فِي كل عَشِيَّة، وَأجْرِي عَلَيْهِ رزق يسير.

وَجلسَ بِالْبَابِ، وَصَارَ يَدْعُو بالحمالين، فَيثبت مَا يحضرونه، وَيرْفَع فِي كل يَوْم مدرجا بتفصيل ذَلِك.

فَلَمَّا انْقَضى الشَّهْر جمع وصيف المدارج، وأحضر كَاتبا غَرِيبا، وَتقدم إِلَيْهِ أَن يؤرجها على أصنافها.

وَعمل كِتَابه ديوانه عملا بِمَا رَفعه الوكلاء فِي ذَلِك الشَّهْر، فظهرت فِيهِ زِيَادَة عَظِيمَة، فحطت وتوفر مَالهَا.

وَحسن موقع ذَلِك من وصيف، وأحضر سَلمَة، وَمَا كَانَ رَآهُ قبل ذَلِك، وَصرف المتصرفين فِي المطبخ بِهِ، وأسنى جائزته.

فتوفر على يَده فِي الشَّهْر الثَّانِي، مِمَّا كَانَ حط من الأسعار، مَا حسن موقعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>