للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَرد إِلَيْهِ قهرمة دَاره، فتتابعت التوفيرات، واتصلت جوائزه إِيَّاه، وزيادته فِي جاريه.

وطالت مُدَّة خدمته لوصيف، وَغلب على حَاله، وَاتفقَ لَهُ خلْوَة المتَوَكل، وَحُضُور وصيف.

فَقَالَ لوصيف: قد كثر وَلَدي، وَأُرِيد لَهُم شَيخا، عفيفا، ثِقَة، لَيْسَ فِيهِ بِأَو، وَلَا مخرقة؛ لأفرد لَهُم على يَده إقطاعات أجعلها لَهُم، فلست أحب أَن أَوسط كتابي أمره.

فَوَقع فِي نفس وصيف، أَن يصف سَلمَة، وبخل بِهِ، فَلم يزل يتَرَدَّد ذَلِك فِي قلبه.

ثمَّ قَالَ: اعْلَم، يَا مولَايَ، أَن الله قد رَزَقَنِي هَذِه الصّفة الَّتِي تريدها مني، وَالرجل عِنْدِي، فَإِذا فَكرت فِي حقوقك، وَأَن نعمتي مِنْك؛ لم أستحسن أَن أكتمك، وَإِذا فَكرت فِيمَا أفقده مِنْهُ؛ توقفت، والآن، فقد أنطقني إقبالك بِذكرِهِ، وَهُوَ سَلمَة بن سعيد النَّصْرَانِي.

فَقَالَ: أحضرنيه السَّاعَة.

فَأحْضرهُ فِي الْوَقْت، فحين عاينه المتَوَكل وَقع فِي نَفسه صِحَة مَا وَصفه، فَوَقع لكل ابْن بإقطاع ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم، وَلكُل ابْنة بِمِائَة وَخمسين ألف دِرْهَم، وَقيل: إِن المتَوَكل مَاتَ عَن خمسين ابْنا، وَخمْس وَخمسين ابْنة، وَدفع إِلَيْهِ التوقيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>