وثقت بِحسن رَأْيك، فَلم أقطع التأهب لخدمتك، لِأَنِّي أكاتبك كثيرا، فِيمَا أستأمرك بِهِ، فَأَنا أحب أَن لَا تقع عَيْنك على مَا تستقبحه من الْخط.
فَحسن موقع هَذَا القَوْل من المتَوَكل، وَأمر بإحضار حقة، فِيهَا خَاتم الْخَاصَّة، فَدفعهُ إِلَيْهِ.
وَقَالَ: هَذَا خَاتمِي، وَقد رددت إِلَيْك ختم مَا كنت أختمه بيَدي، من غير أَن تستأمرني فِيهِ؛ ليعلم الْخَاص وَالْعَام أَنِّي رفعت مِنْك، وزدت فِي محلك، وَلَا يخلقك عِنْدهم الاعتقال.
ثمَّ رَآهُ المتَوَكل بعد ذَلِك، وَفِي وَقت من الْأَوْقَات، مَاشِيا فِي الدَّار، فَقَالَ: سَلمَة شيخ كَبِير، هوذا يهرم ويتلف بِهَذَا الْمَشْي؛ لِأَنَّهُ يُرِيد أَن يطوف فِي كل يَوْم على الْحرم وَالْولد، وَقد رَأَيْت أَن أجريه مجْرى نَفسِي، فِي إِطْلَاق الرّكُوب لَهُ فِي دَاري.
وَكَانَ المتَوَكل يركب حمارا يتخطى بِهِ فِي الممرات، ويركب سَلمَة حمارا، وَلم يكن فِي الدَّار من يركب غَيرهمَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute