للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَال إِلَى قصَص يطول شرحها.

إِلَى أَن أطبق الْجَيْش بأسرهم على خلع المقتدر، فزحفوا إِلَى دَاره، بمواطأة من مؤنس المظفر، فقبضوا عَلَيْهِ، وَحَمَلُوهُ إِلَى دَار مؤنس، فِي يَوْم الْخَمِيس لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من الْمحرم سنة سبع عشرَة وَثَلَاث مائَة، فحبس فِيهَا، وخلع نَفسه، وَأشْهد عَلَيْهِ بِالْخلْعِ.

وَكَانَ رَأس الْفِتْنَة، والقائم بهَا عبد الله بن حمدَان أَبُو الهيجاء، ونازوك المعتضدي، على مساعدة لَهما من مؤنس، وإطباق من الْجَيْش كلهم، وَجَاءُوا بِأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن المعتضد بِاللَّه، فَأَجْلَسُوهُ فِي دَار الْخلَافَة، وسلموا عَلَيْهِ بهَا، ولقبوه القاهر بِاللَّه، فقلد نازوك الحجبة، مُضَافا إِلَى مَا كَانَ إِلَيْهِ من الشرطة، وَجعله صَاحب دَاره.

فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ لسبع عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ؛ بكر النَّاس إِلَى دَار الْخَلِيفَة لِلْبيعَةِ، وَجَاءَت إِلَى فنَاء الدَّار، مِمَّا يَلِي دجلة، جمَاعَة من الرجالة، يطالبون بِمَال الْبيعَة وَالزِّيَادَة.

فجَاء نازوك وأشرف عَلَيْهِم من الرواق، وَمَعَهُ خَادِم من رُءُوس غلمانه، يُقَال لَهُ: عَجِيب، فَقَالَ لَهُم: مَا تُرِيدُونَ؟ نعطيكم ثَلَاث نَوَائِب.

فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أرزاق سنة، وَزِيَادَة دِينَار، وَزَادُوا فِي القَوْل.

فَقَالَ لَهُم: يصعد إِلَيّ مِنْكُم جمَاعَة، أفهم عَنْهُم، وأكلمهم، فَصَعدَ، إِلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم، من بَاب الْخَاصَّة، وتسلق إِلَى الرواق جمَاعَة مِنْهُم كَبِيرَة، وثاروا على غير مواطأة، وَلَا رَأْي متقرر.

<<  <  ج: ص:  >  >>