فَلَمَّا كَانَ من غَد؛ حضر عِنْده وكلاء تجار بَغْدَاد، وَكَانُوا قد قدمُوا عَلَيْهِ، يَبْتَغُونَ بيع غلات السوَاد مِنْهُ، وَأَعْطوهُ عطايا لم يجب إِلَيْهَا.
فأحضرني، وَقَالَ: قد علمت مَا دَار بيني وَبَين هَؤُلَاءِ، فَاخْرُج إِلَيْهِم، وأعلمهم أَنِّي قد أنفذت البيع لَهُم بِمَا التمسوا، على أَن يجْعَلُوا لخدابود مَعَهم الرّبع.
ثمَّ قَالَ لخدابود: إِنَّهُم سيهولون عَلَيْك بِكَثْرَة الْمُؤَن، ويبذلون لَك مائَة ألف دِرْهَم على أَن تخرج من الشّركَة، فاحذر أَن تفعل، وَلَا تخرج بِأَقَلّ من خمسين ألف دِينَار.