للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخلفة بطة سمنت لنا، وتجتمع مَعَ جواريك، فيغنين لَك وتتفرج.

فَقلت: نعم، وَجئْت إِلَى منزلهَا، وذبحت البطة، فَإِذا قد خرجت إِلَيّ، وَمَعَهَا حجر أَحْمَر، لم تدر مَا هُوَ.

فَقَالَت: خرج هَذَا من قانصة البطة، فَمَا هُوَ؟ قلت: لَا أَدْرِي، وَلَكِن هبيه لي حَتَّى أريه لمن يعرفهُ؟ فَقَالَت: خُذْهُ، فَرَأَيْت شَيْئا لم أعرفهُ، إِلَّا أَنِّي بعثت بِهِ إِلَى صديق لي بِبَاب الطاق، وَسَأَلته أَن يَبِيعهُ لي.

فَقَالَ: نعم، ثمَّ إِنَّه غسله بِمَاء حَار، وَبَاعه بِمِائَة وَثَلَاثِينَ دِينَارا.

فَأخذت الدَّنَانِير، واشتريت مركوبا، وتجهزت إِلَى سر من رأى، فلزمت أَبَا نوح، وَبَاب الْفَتْح بن خاقَان، فنفدت نفقتي، وَجعل رفيقي ينْفق عَليّ، ويقرضني.

فدعاني الْفَتْح بن خاقَان، وَقد يئست مِنْهُ، وَإِذا بَين يَدَيْهِ أَبُو نوح، فَقَالَ: هَذَا أَحْمد بن مَسْرُوق؟ قَالَ: نعم.

قَالَ: كَيفَ أَنْت إِن أنفذتك فِي أَمر، واصطنعتك؟ قلت: إِنِّي كنت مَعَ الخراسانية كَاتبا أعرف جَمِيع الْأَعْمَال.

<<  <  ج: ص:  >  >>