للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَدْخلنِي إِلَى المتَوَكل، فَلَمَّا وقفت بَين يَدَيْهِ؛ قَالَ: إِنَّا ننفذك فِي أَمر هُوَ محنتك، وَبِه ارتفاعك، أَو سقوطك، فَانْظُر كَيفَ تكون؟ قَالَ: فَقبلت الأَرْض، ووعدت الْكِفَايَة بِهِ من نَفسِي.

وَخرج الْفَتْح، وَمَعَهُ عبيد الله بن يحيى، فَوَقع لي عبيد الله بِأَجْر ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم، مَعَ الشاكرية الَّذين يقبضون عشرَة أشهر من السّنة، والاستقبال فِي أول شهر يوضع لَهُم، وَوَقع إِلَى خَازِن بَيت المَال بِأَن يدْفع إِلَيّ ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم مَعُونَة.

وَكتب كتبي بِالنّظرِ فِي مصَالح الأهواز، وَأَشْيَاء هُنَاكَ بالستر وَالْأَمَانَة، احْتِيجَ إِلَى كشفها، فسرت إِلَيْهَا، وَبَلغت فِي الْأُمُور مَا أَحْمد.

فَصَارَ رسمي أَن أقلد أَعمالهَا، فَمرَّة المعونة، وَمرَّة الْخراج، وَمرَّة يجمعان لي جَمِيعًا.

فَزَالَتْ تِلْكَ الْعِلَل والأمراض الَّتِي كَانَت قد حالفتني، وَلَا أعرف لذَلِك سَببا غير الْفرج.

فَقَالَ الْحُسَيْن بن مُوسَى، لِأَحْمَد بن مَسْرُوق: على ذكر وجود الْحجر فِي قانصة البطة: أخْبرك أَنِّي لما سرت فِي سفرتي هَذِه، إِلَى الْموضع الْمَعْرُوف باصطربند، رَأَيْت بستانا حسنا، فِيهِ باقلى وخضرة، بعقب مطرة، فاستحسنته، فعدلت إِلَيْهِ.

فَقَالَ: عساه الْبُسْتَان الَّذِي فِيهِ الصَّخْرَة الَّتِي كَأَنَّهَا نابتة.

قلت: هُوَ.

قَالَ: هيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>