للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فتغدينا فِيهِ، وشربنا أقداحا، وَكنت مُسْتَندا إِلَى الصَّخْرَة، فَلَمَّا نهضنا؛ رَأَيْت فِي وسط الصَّخْرَة نقرة، قد اجْتمع فِيهَا مَاء الْمَطَر، فَهُوَ فِي غَايَة الصفاء.

فَوضعت فمي لأشرب مِنْهُ، فَتحَرك فِيهِ شَيْء، فنحيت فمي عَنهُ، وتأملته، فبدت لي خرقَة، فجذبتها، فَإِذا صرة.

فَقَالَ: أَحْمد بن مَسْرُوق: صرتي، وَالله، كَأَن فِيهَا ثَلَاث مائَة دِينَار.

قلت: نعم، فَمن أَيْن صَارَت لَك؟ قَالَ: مَرَرْت بِهَذَا الْموضع، آخر خرجَة خرجتها إِلَى الأهواز، فملتُ إِلَى الْموضع، كَمَا ملتَ، وَكَانَت هَذِه الصرة فِي يَدي، فَوَضَعتهَا فِي الْحجر، وأنسيتها وَركبت، ثمَّ طلبتها، فَلم أَجدهَا، وَلَا علمت أَيْن وَضَعتهَا، إِلَّا السَّاعَة، فَذَكرتهَا بحديثك.

قلت: فالدنانير مَعَ غلامي.

قَالَ: خُذْهَا، بَارك الله لَك فِيهَا، وأبرأت ذِمَّتك مِنْهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>